انت الان في قسم تقنيات الكلية الصناعية

التعرض المستمر للضوضاء والإجهاد البيئي وتأثيره غير المباشر على صحة الكلى تاريخ الخبر: 29/09/2025 | المشاهدات: 70

مشاركة الخبر :

اعداد التدريسية: م.م. زينب علي محسن
المقدمة
على الرغم من أن الضوضاء تُعرف غالبًا كملوث بيئي يضر بالصحة السمعية والعصبية، إلا أن أبحاثًا حديثة بدأت تكشف عن آثارها غير المباشرة على أعضاء أخرى، منها الكلى. يرتبط التعرض المزمن للضوضاء والإجهاد البيئي بزيادة نشاط الجهاز العصبي الودي وارتفاع مستويات الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المستمر واضطراب التوازن الهرموني. وبما أن ارتفاع الضغط يُعد من أبرز عوامل الخطر المسببة للقصور الكلوي، فإن العلاقة بين الضوضاء وصحة الكلى تكتسب أهمية متزايدة.

تشير الدراسات السكانية إلى أن الأفراد الذين يعيشون قرب المطارات أو الطرق السريعة ذات الحركة المرورية الكثيفة يعانون من معدلات أعلى لاضطرابات الكلى مقارنةً بمن يعيشون في بيئات أقل ضوضاء. كما أن الإجهاد البيئي الناتج عن الاكتظاظ، ضعف المساحات الخضراء، والتلوث البصري يضاعف من مستوى التوتر النفسي، وهو ما ينعكس سلبًا على صحة الكلى عبر آليات هرمونية وميتابولية.

إن هذه النتائج تؤكد ضرورة اعتبار الضوضاء والإجهاد البيئي عوامل بيئية ضارة لا تقل خطورة عن التلوث الكيميائي. وتشمل التدخلات الوقائية تحسين التخطيط العمراني لتقليل مصادر الضوضاء، تعزيز المساحات الخضراء لخفض مستويات التوتر، وتطوير برامج توعية للصحة العامة حول إدارة الضغط النفسي. إن فهم العلاقة بين الضوضاء وصحة الكلى لا يفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي فحسب، بل يسهم أيضًا في صياغة سياسات بيئية وصحية أكثر شمولية لحماية الإنسان من العوامل الخفية المسببة للأمراض المزمنة.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق