انت الان في قسم هندسة تقنيات الاجهزة الطبية

الهندسة البشرية Human Engineering تاريخ الخبر: 26/11/2023 | المشاهدات: 754

مشاركة الخبر :

1. مقدمة:
الهندسة البشرية أو علم العمل أو علم تنظيم الشغل أو الأرغونوميات أو العوامل البشرية أو عوامل الإنسان (Ergonomics & human factors) هو علم يختص بدراسة التفاعل ما بين الإنسان وعناصر أخرى ويستخدم المعلومات والنظريات وطرق التصميم لتحسين حياة الإنسان والأداء العام ، المختصون بالأرغونوميات يسعون لتصميم الوظائف والمنتوجات والأنظمة والمهام لتتوافق مع أحتياجات ومهارات وحدود الآنسان.
بتعريف آخر فإن الأرغونوميات هو ذلك المبحث العلمي الذي يهتم بتصميم الأدوات والمعدات في بيئة العمل بحيث تتلاءم مع طبيعة الإنسان وحاجياته.
Ergonomics)) هي كلمة تمت صياغتها في عام 1857 من قبل Wojciech Jastrzebowski من بولندا من أصل كلمتين يونانيتين هما ergon وتعني «عمل»، و nomos وتعني «قوانين». ". يقوم هذا العلم بدراسة العمل والتفكير والتسلية البشرية من خلال انعكاسها في سلوكه في الاستخدام الأمثل للغرائز الأربعة وهي الحركة والإحساس والعقل والمشاعر.
كما يشار إلى مصطلح (ُErgonomics) بالعوامل البشرية (Human Factors) والتي تعرف على أنها "اكتشاف وتطبيق المعلومات حول السلوك والمقدرات والحدود والخصائص البشرية الأخرى في تصميم الأدوات والآلات والأنظمة والأعمال وبيئات العمل من أجل تأمين استخدام أكثر أماناً وراحة وفعالية.
الإنسان ليس في مثل قوة الآلة أو في مثل سرعة ودقة الحاسوب ، إن الإنسان في احتياج للنوم وأيضا معرض للمرض ولحدوث حادث مفاجئ أو عمل أخطاء أو العمل بدون الحصول على راحة مناسبة وأيضا الآلات لا تستطيع أن تصلح نفسها ولا تستطيع تعديل نفسها لموقف غير متوقع، إن علم عوامل الإنسان (Ergonomics or human factors) يستخدم لتحقيق أفضل أداء متوازن بين نقاط الضعف والقوة بين الإنسان والآلة.
2. تعريف الأرغونوميات:
هناك عدد من التعريفات لكلمة الأرغونوميات (بالإنجليزية: Ergonomics)‏ وكل منها يتفق في الواقع مع مقتضيات استخدامه، فيعرف أحيانا بأنه «دراسة علمية للإنسان في بيئة عمله» والبيئة هنا تعني كل ما يحيط بالإنسان من ظروف (أصوات - ضوضاء - ضوء - حرارة - تهويه -.. الخ) وأدوات وآلات وأساليب عمل ، كما يعرف أيضا بأنه «دراسة علمية لكفاءة العمل» أو بأنه «دراسة للعلاقة بين الإنسان وبيئة عمله بالاستناد إلى العوامل التشريحية والفسيولوجية والعوامل البشرية» ومن أهم تعريفات الأرغونوميات الشائعة أنه «دراسة التفاعل بين الإنسان والعمل خاصة فيما يتعلق بتصميم الآلات والأدوات لتلائم الجسم البشرى ولتكفل أدائه لعمله بأقل جهد ولتوفر له أكبر قدر من الأمان والراحة في الاستخدام». ولكن هذا التعريف رغم حداثته فانه يعيبه في الواقع انعدام الإدراك المتكامل لدور الأرغونوميات في أنحاء مختلفة للحياة ، فان دراسة الطاقات والقدرات والاحتياجات لا تتم في معزل عما يدور حولها وإنما تدرس من خلال نظام متكامل يتضمن كل العوامل الإنسانية والبيئية بالإضافة إلى اعتبارات خاصة بالمنتج في آن واحد ، وهذا هو ما أدركته رابطة الأرغونوميات العالمية IEA فجعلت شعارا للمجلة التي تصدرها تلك الفقرة التي تتضمن واحد من أدق التعريفات للأرغونوميات وهو انه «دراسة علمية للعوامل البشرية في علاقتها ببيئة العمل وتصميم المنتجات والمعدات» ويعرف الأرغونوميات كذلك بأنه كم متراكم من المعلومات عن القدرات البشرية وأوجه القصور فيها والصفات والخصائص البدنية الأخرى المتعلقة بالتصميم ، أما ارجونومية التصميم Ergonomics design فهي تطبيق هذا الكم من المعلومات في تصميم الأدوات والماكينات والنظم والمهام وبيئات العمل للحصول على استخدام كفء آمن ومريح ، إن آخر تعريف رسمى للأرغونوميات يمكن الاعتداد به عمليا وأكاديميا هو التعريف الذي قد أصدره المجلس التنفيذى لرابطة الأرغونوميات العالمية يعرف الأرغونوميات بأنه «نطاق من العلم يتعلق بفهم التفاعل بين البشر والمكونات الأخرى في نظام حياتهم وأنه هو المهنة التي تطبق النظريات العلمية والمبادئ والبيانات والأساليب المناسبة في تصميم ما يمكن ان يحقق للبشر حياة مريحة آمنة وأداء أفضل لمهام حياتهم الشخصية والعملية». لكن عددا من الجهات الأكاديمية والعلمية والمهنية تستخدم تعريفات أخرى كثيرة ومتنوعة تشير إلى تطبيقات معينة تهتم بها هذه الجهات ونورد هذه التعريفات لكى ندرك مدى تنوع فهم الأرغونوميات وملائمته لتطبيقات ومجالات متعددة تتباين فيما بينها إلى حد كبير. وقد آثرنا ان ندرج هنا كلا التعريفين الأصلى (الانجليزى) والترجمة العربية له لكى يتمكن القارئ المتخصص من تبنى التعريف الملائم لعمله.
3. تعريفات مهنية وأكاديمية للأرغونوميات:
• جمعية الأرغونوميات الأوروبية The Ergonomics Society (Europe) الإرجونومية تعنى بالتوافق والملائمة والمطابقة ، التوافق بين البشر والأشياء التي يستخدمونها والأشياء التي يفعلونها والبيئة التي يعملون خلالها وينتقلون في أرجائها بل والتي يلهون ويلعبون فيها ، إذا ما تحقق هذا التوافق والملائمة بشكل جيد فإن الضغوط التي تقع على البشر تقل ، وسيشعرون بالراحة أكثر وسيمكنهم أداء مهامهم أسرع وأسهل وسيقعون في عدد أقل من الأخطاء.
• رابطة الأرغونوميات العالمية The International Ergonomics Association (IEA)
الأرغونوميات أو العوامل البشرية هو نطاق علمي يتعلق بفهم التفاعل بين الإنسان وعناصر النظم الأخرى
وهو المهنة التي تطبق النظرية والمباديء والبيانات والأساليب في التصميم بغرض تحسين معيشة البشر
وأداء النظم التي يشكلون جانباً منها.
• جمعية العوامل البشرية والأرغونوميات The Human Factors & Ergonomics Society (HFES) تبنت جمعية العوامل البشرية والأرغونوميات التعريف الذي استخدمته رابطة الأرغونوميات العالمية

• موسوعة كومبتون Compton's encyclopedia
التأكد من أن الآلات والأدوات والأثاث المتعلق بأداء مهمة أو وظيفة ما يلائم العاملين الذين يؤدون هذا العمل
أو المهمة هو نطاق من العلوم الهندسية يسمى الأرغونوميات أو الهندسة البشرية ، يمكن لمكان عمل مصمم
بشكل مناسب ان يقلل من اجهاد العامل ويزيد من أمان الوظيفة أو العمل الذي يؤديه.

• القاموس القانونى Legal dictionary
هو علم هندسي يتعلق بالملائمة الفيزيائية والنفسية بين الآلات والبشر الذين يتعاملون معها ويستخدمونها.
• كتاب مكاسب الأرغونوميات لمؤلفه رانى ليودر Rani Lueder (Ed.) The Ergonomics Payoff (Holt, Rinehart & Winston)
الأرغونوميات هو علم توفيق المنتجات والعمليات وملائمتها لصفات وخصائص البشر وقدراتهم بغرض
تحسين حياتهم وتعظيم الإنتاجية.
• قاموس التصميم والهندسة Design & Engineering Dictionary
هو الجانب التطبيقى من تصميم المعدات وتصميم مكان العمل يتم بغرض تعظيم الإنتاجية بتقليل اجهاد المشغل
وتحسين راحته ، ويسمى العلم أيضا باسم التكنولوجيا الحيوية كما يسمى بالهندسة البشرية ، والأرغونوميات
أحد عوامل التصميم واستخدامه في تصميم أماكن العمل ينتج عنه ملائمة عالية وتوافق يريح العامل ويزيد من
إنتاجيته وراحته وامانه.
4. نشأة الأرغونوميات:
كان العالم والفيلسوف البولندى ووجيك جاسترزيبوسكى Wojeich Jastrzebowski أول من عرف هذا المفهوم الذي اسماه علم العمل وهو أول من حاول اشتقاق الاسم من لفظين يونانيين هما Ergon بمعني عمل و Nomos بمعني قانون أو تنظيم.
ولكن ظل الأمر شبه مجهول حتى عام 1949 عندما بدء الناس يسمعون من يردد كلمة الأرغونوميات Ergonomics لأول مرة، عندما استخدمها العالم الإنجليزي المعروف ميوريل Murrell الذي أكد على اشتقاق الاسم من اللفظين اليونانيين Ergon و Nomos مرة أخرى.
ثم شاع استخدام اللفظ على نطاق محدود من قبل مجموعة من العلماء البريطانيين والأوروبيين المهتمين بكفاءة الاستخدام اليدوي للمعدات العسكرية فيما تلى انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ودخل الأرغونوميات (هندسة العوامل البشرية) مجال تصميم المنتجات وأماكن العمل منذ نحو أكثر من 60 عاما ، وتم الاعتراف به واستخدامه والاعتراف بقيمته دوليا كواحد من أهم مقومات إعداد طلاب التصميم وتوفير بيانات التصميم في بناء المنتجات والنظم الصناعية ، بل وتعد البيانات الإرجونومية وقياسات الجسم البشرى من أهم أدوات المصممين في شتى بقاع العالم.