تم عمل المقالة بواسطة : اطياف عبد المهدي محسن
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه العالم اليوم، يبرز مفهوم العمل اللائق كعنصر أساسي لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام. فالعمل ليس فقط وسيلة لكسب الرزق، بل هو أيضًا مدخل لتحقيق الكرامة الإنسانية، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتحفيز التنمية.
ما هو العمل اللائق؟
العمل اللائق، كما عرّفته منظمة العمل الدولية، هو "العمل المنتج الذي يُوفّر دخلاً عادلاً، وظروف عمل آمنة، وآفاقًا للتنمية الشخصية، وحرية التعبير والمشاركة في القرارات، والمساواة في الفرص والمعاملة بين الجميع".
يشمل العمل اللائق:
احترام حقوق العمال.
الحماية الاجتماعية.
فرص متكافئة للتوظيف.
حوار اجتماعي فعّال بين العمال وأرباب العمل والحكومات.
أهمية العمل اللائق للنمو الاقتصادي
يرتبط العمل اللائق ارتباطًا وثيقًا بالنمو الاقتصادي. فعندما يحصل الأفراد على فرص عمل مستقرة وآمنة، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على:
الاستهلاك والاستثمار، مما يحفّز النشاط الاقتصادي.
المساهمة في الابتكار والإنتاجية داخل المؤسسات.
الحد من الفقر وعدم المساواة، وهما من العوائق الرئيسية أمام النمو المستدام.
كما يؤدي العمل اللائق إلى تقوية رأس المال البشري، مما يعزز القدرة التنافسية للاقتصادات الوطنية على المدى الطويل.
تحديات تحقيق العمل اللائق
رغم أهميته، إلا أن تحقيق العمل اللائق يواجه العديد من التحديات، منها:
ارتفاع نسب البطالة، خاصة بين الشباب والنساء.
ضعف الحماية الاجتماعية في العديد من الدول النامية.
العمل غير الرسمي، الذي لا يوفر أي ضمانات قانونية أو اجتماعية.
التمييز وعدم المساواة في سوق العمل.
دور الحكومات والمؤسسات
لضمان العمل اللائق وتحقيق نمو اقتصادي عادل، يجب على الحكومات والمؤسسات أن تتبنى سياسات فعّالة تشمل:
دعم التعليم والتدريب المهني لتعزيز مهارات القوى العاملة.
وضع تشريعات تحمي حقوق العمال وتكافح العمل الجبري والاستغلال.
توفير بيئة اقتصادية مستقرة تشجع على ريادة الأعمال والاستثمار.
تعزيز مشاركة المرأة والشباب في سوق العمل.
خاتمة
العمل اللائق ليس ترفًا، بل هو حجر الزاوية لنمو اقتصادي عادل ومستدام. وبناء اقتصاد قوي لا يتحقق فقط عبر الأرقام والمؤشرات، بل من خلال تمكين الإنسان، وضمان كرامته، وتوفير فرص عادلة له للمشاركة الفعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. لذلك، فإن الاستثمار في العمل اللائق هو استثمار في مستقبل أكثر ازدهارًا وعدالة للجميع.