انت الان في قسم هندسة تقنيات الاجهزة الطبية

رسالة من الكوكب: حين بكى الأزرق تاريخ الخبر: 24/06/2025 | المشاهدات: 283

مشاركة الخبر :

تم عمل المقالة بواسطة : اطياف عبد المهدي محسن
في زاويةٍ بعيدة من مجرّةٍ لا تهتم بالأخبار، كان هناك كوكب يُدعى "أرضا"، يرتدي عباءة زرقاء تُغطيها الغيوم كأنها وشاحٌ من الحنين. كان كوكباً جميلاً، تغنّت به الكواكب المجاورة، وتمنّت لو أن لديها محيطاً يهمس كل مساء كما يفعل محيطه.
لكن شيئاً تغيّر.
ذات صباح، نهضت الجبال مذعورة، وركضت الأنهار دون وجهة، والغيوم انسحبت من السماء وكأنها تخجل. لقد بدأ الكوكب يبكي. دموعه لم تكن عادية، كانت موجات حرٍ تلسع، وحرائق تبتلع، وعواصف تُعيد تشكيل الأرض.

في زاوية صغيرة من هذا الكوكب، وقف طفل يُدعى "نور"، يضع يده على التراب ويهمس:

"هل أنت بخير؟"
ردّت الأرض بصوت متقطع:
"أحاول... لكن أنفاسي تختنق، هوائي مثقوب، والبحار تغرق حزناً على جليدٍ يموت."
صمت نور للحظة، ثم ركض نحو مدينته، وجمع أصدقاءه، وكل من لديه قلبٌ لا زال ينبض بالامتنان لهذا الكوكب. لم يحملوا سيوفاً، بل بذورًا، لم يصرخوا، بل خططوا.
أطلقوا حركة أسموها "تنفس الأرض"، وزرعوا مليون شجرة، وأطفأوا آلاف المصانع الملوثة، وصنعوا من الشمس مصابيح، ومن الرياح أغنية كهربائية.
ومع كل خطوة، خفّت دموع الكوكب، وعاد المحيط ليحكي حكاياته، ونمت الأمل في التربة من جديد.
الرسالة الخفية
العمل المناخي ليس واجبًا حكوميًا فقط، بل هو نداء شخصي. هو أن تدرك أن كل لمبة تطفئها، كل شجرة تزرعها، وكل خيارٍ صديقٍ للبيئة تتبناه، هو مشاركة في علاج كوكبٍ مريض.
لعلنا لا نسمع صوت الأرض، لكننا نرى أعراض وجعها: الجفاف، الأعاصير، والفيضانات. فهل سنكون "نور" القادم، أم مجرد مشاهدين لنهايةٍ كتبناها بصمتنا؟