انت الان في قسم علوم الكيمياء الحياتية

مقالة علمية لرئيس قسم الكيمياء الحياتية أ.د ناصر عبد الحسن بعنوان أهمية إدخال مقرر الابتكار وريادة الأعمال ضمن التخصصات العلمية لتحقيق التنمية المستدامة تاريخ الخبر: 22/06/2025 | المشاهدات: 169

مشاركة الخبر :

في عصر يتجه فيه العالم نحو اقتصاد معرفي مستند إلى الابتكار، تصبح الحاجة إلى دمج مقرر الابتكار وريادة الأعمال في التخصصات العلمية أكثر إلحاحًا، خاصةً في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات اليوم. هذا الدمج لا يسهم فقط في تطوير مهارات الطلبة، بل يلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أولًا: دعم الابتكار من أجل الاستدامة
التخصصات العلمية بطبيعتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتقنية، والبيئة، والصحة، والطاقة، وكلها مجالات أساسية في خطط الاستدامة. من خلال تعليم الابتكار وريادة الأعمال، يتمكن الطلبة من التفكير في حلول مستدامة للمشكلات الحالية مثل ندرة الموارد، التلوث، التغير المناخي، والهدر الغذائي. الطلاب يتعلمون ليس فقط كيف يبتكرون، بل كيف يجعلون ابتكاراتهم ذات أثر طويل الأمد اقتصاديًا وبيئيًا.

ثانيًا: تحويل المعرفة العلمية إلى مشاريع مستدامة
غالبًا ما تظل الأبحاث العلمية في إطارها الأكاديمي دون تطبيق حقيقي. لكن عندما يُدرَّس الطالب كيف يحوّل فكرته إلى مشروع ريادي، مع مراعاة البُعد البيئي والاجتماعي، يصبح أكثر قدرة على إنشاء شركات ناشئة تساهم في الاقتصاد الأخضر وتوفر وظائف تراعي العدالة البيئية والاجتماعية.

ثالثًا: تعزيز الوعي بالمسؤولية المجتمعية
من خلال مقرر ريادة الأعمال المستدامة، يتعرف الطالب على مفاهيم مثل الاقتصاد الدائري، المسؤولية المجتمعية، الإنتاج والاستهلاك المستدامين، مما يعزز إحساسه بالمسؤولية تجاه المجتمع والبيئة. فيتخرج الطالب وهو لا يفكر فقط في النجاح المالي، بل في الأثر الإيجابي لمشروعه على الأجيال القادمة.

رابعًا: بناء اقتصاد قائم على المعرفة والاستدامة
إدماج الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العلمي يعني أن المؤسسات التعليمية تساهم مباشرة في بناء اقتصاد معرفي مستدام، حيث يعتمد النمو الاقتصادي على المعرفة، والتقنية، وحلول صديقة للبيئة. هذا النهج يعزز من مرونة الاقتصاد ويجعله أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات العالمية.

خامسًا: تحقيق تكامل بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة
ريادة الأعمال العلمية المستدامة تجمع بين:
• الجانب البيئي: عبر مشروعات تحافظ على الموارد وتقلل الأثر البيئي.
• الجانب الاقتصادي: من خلال إنشاء مشاريع مبتكرة توفر فرص عمل وتحقق نموًا اقتصاديًا.
• الجانب الاجتماعي: بخلق مشاريع تعالج قضايا مثل الفقر، التعليم، والصحة.
إن إدخال مقرر الابتكار وريادة الأعمال ضمن التخصصات العلمية ليس فقط خطوة نحو تطوير التعليم الجامعي، بل هو أداة استراتيجية لبناء مجتمع معرفي مستدام. من خلال هذا التوجه، يمكن إعداد جيل من العلماء والمبتكرين القادرين على تحويل التحديات إلى فرص، والمساهمة بفعالية في تحقيق رؤية التنمية المستدامة 2030 على المستويات المحلية والعالمية.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق