انت الان في قسم علوم الكيمياء الحياتية

مقالة علمية لرئيس قسم الكيمياء الحياتية أ.د.ناصر عبد الحسن ناصر بعنوان دور الكيمياء الحياتية في التعليم الأخضر تاريخ الخبر: 23/09/2025 | المشاهدات: 85

مشاركة الخبر :

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يشهدها العالم، مثل التغير المناخي، وتلوث المياه والهواء، وفقدان التنوع البيولوجي، برز مفهوم "التعليم الأخضر" كأداة حيوية لنشر الوعي البيئي وتغيير سلوكيات الأفراد والمجتمعات نحو ممارسات أكثر استدامة. ومن التخصصات العلمية التي تلعب دورًا محوريًا في هذا النوع من التعليم: الكيمياء الحياتية، التي تُعد حلقة الوصل بين الكيمياء والأحياء، وتساهم في فهم العمليات البيولوجية على المستوى الجزيئي.
ما هو التعليم الأخضر؟
التعليم الأخضر هو نهج تعليمي يهدف إلى:
• تعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب.
• دمج مفاهيم الاستدامة في المناهج الدراسية.
• تنمية مهارات التفكير النقدي لحل المشكلات البيئية.
• تشجيع السلوكيات المسؤولة بيئيًا في الحياة اليومية.
ويعتمد التعليم الأخضر على العلوم كركيزة أساسية لفهم المشاكل البيئية المعقدة، ومن ضمنها الكيمياء والكيمياء الحياتية.
دور الكيمياء الحياتية في التعليم الأخضر
1 . فهم تأثير الملوثات على العمليات الحيوية
تلعب الكيمياء الحياتية دورًا في توضيح كيف تؤثر الملوثات الكيميائية (مثل المعادن الثقيلة، والمبيدات، والمواد البلاستيكية الدقيقة) على الكائنات الحية، مثل:
• تثبيط الإنزيمات الحيوية.
• التسبب في الطفرات الجينية.
• تعطيل التوازن الهرموني في الكائنات الحية.
هذا الفهم يمكن أن يُدرج ضمن المناهج الخضراء لشرح خطورة التلوث البيئي على الصحة العامة.
.2 تطوير بدائل صديقة للبيئة
من خلال دراسة التفاعلات الكيميائية الحيوية، يمكن للعلماء والطلاب العمل على:
• تطوير مبيدات حيوية بديلة آمنة للبيئة.
• تصميم مواد قابلة للتحلل الحيوي.
• تحسين إنتاج الوقود الحيوي باستخدام الكائنات الدقيقة المعدلة وراثيًا.
هذه التطبيقات تُعد أمثلة واقعية على كيفية استخدام الكيمياء الحياتية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
.3 دعم البحث العلمي البيئي
يشجع التعليم الأخضر الطلاب على الانخراط في مشاريع بحثية بيئية، ويمكن للكيمياء الحياتية أن تكون أداة تحليلية فعالة لدراسة:
• التلوث الحيوي في المياه.
• أثر التغيرات المناخية على استقلاب النباتات.
• تحليل DNA للكشف عن التنوع الحيوي.
.4 تعزيز المهارات المعملية الخضراء
عند دمج الكيمياء الحياتية في التعليم الأخضر، يتم التركيز على:
• استخدام تقنيات مخبرية غير ملوثة.
• تقليل استخدام المواد الكيميائية السامة.
• إعادة تدوير المواد المعملية إن أمكن.
تمثل الكيمياء الحياتية جسرًا حيويًا بين فهم الحياة على المستوى الجزيئي والعمل على حمايتها من الأخطار البيئية. وعند دمج هذا العلم في التعليم الأخضر، لا يُكتفى بتقديم المعرفة النظرية فقط، بل يُسهم أيضًا في بناء جيل واعٍ بيئيًا، قادر على تقديم حلول علمية مبتكرة ومستدامة لمشكلات كوكبنا.
جامعة المستقبل الاولى على الجامعات الاهلية