الطاقة الشمسية من الفضاء: مستقبل الكهرباء المستمرة والمستدامة

تعمل دول متقدمة مثل اليابان والصين، إلى جانب شركات خاصة في الولايات المتحدة، على تطوير تقنيات الطاقة الشمسية الفضائية، التي يمكن أن تغير طريقة تزويد العالم بالكهرباء بالكامل. تقوم الفكرة على نصب ألواح شمسية ضخمة في المدار، حيث تتلقى الشمس بشكل مستمر، ثم تحويل هذه الطاقة إلى موجات مايكروويف أو أشعة ليزر تُرسل لاسلكياً إلى محطات استقبال خاصة على الأرض، تعرف بـ Rectennas، لتحويلها مرة أخرى إلى كهرباء جاهزة للاستخدام في المنازل والمصانع والمدن. المزايا العلمية والتقنية • طاقة مستمرة على مدار الساعة: الأقمار الصناعية يمكنها الدوران في مدارات حيث الشمس مشرقة دائماً، فلا يتأثر إنتاج الكهرباء بالليل أو الغيوم. • كفاءة أعلى للطاقة الشمسية: أشعة الشمس في الفضاء أقوى لأنها لا تمر عبر الغلاف الجوي للأرض. • تقليل الاعتماد على الأرض: لا تحتاج هذه التقنية لمساحات شاسعة على الأرض ولا تتأثر بالطقس، ما يحمي البيئة ويوفر الأراضي للمشاريع الأخرى. • نموذج تجريبي ناجح: في 2023، نجح Caltech MAPLE system في إرسال الطاقة لاسلكياً من الفضاء إلى الأرض للمرة الأولى. الدول والجهات الرائدة • اليابان (JAXA): تخطط لاختبار إرسال طاقة لاسلكياً من الفضاء بحلول 2025. • الصين: تستهدف إطلاق قمر صناعي كامل لبث الطاقة الشمسية بحلول 2028. • المملكة المتحدة وNorthrop Grumman (الولايات المتحدة): تطوير أنظمة مشابهة للطاقة الفضائية. • شركات ناشئة مثل Aetherflux: تستكشف إرسال الطاقة بالليزر لتزويد مواقع نائية مثل مواقع التعدين أو المناطق المتضررة من الكوارث. الفرص والتحديات توفر الطاقة الشمسية الفضائية فرصة لتوزيع الكهرباء بشكل مستدام وعادل حتى في المناطق النائية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استقلالية الطاقة للدول. لكن هناك تحديات هامة: • الاستخدام المزدوج المحتمل: يمكن تحويل تكنولوجيا بث الطاقة إلى استخدامات عسكرية. • مخاطر الفضاء: زيادة الأقمار الصناعية قد تسبب حطاماً فضائياً وتدخل ضوئي على الرصد الفلكي. • تنظيم أشعة الموجات والليزر للحفاظ على البيئة والسلامة. • تكلفة إنشاء المحطات الأرضية الضخمة