ورشة علمية متقدمة: استراتيجيات الإعلام الرقمي ومهارات الترميز المجتمعي في المؤسسات الأكاديمية

في إطار سعي جامعة المستقبل إلى تعزيز المعرفة الإعلامية الرقمية وترسيخ منهجية البحث العلمي في بيئة أكاديمية متطورة، نظّمت شعبة التأهيل والتوظيف والمتابعة في كلية الآداب ورشةً علميةً متخصصة بعنوان "المجريات العلمية ومهارات الترميز المجتمعي عبر المنصات الرقمية للجامعات ومراكز الأبحاث"، قدّمها الأستاذ الدكتور كامل القيم بمشاركة نخبة من أساتذة وطلبة قسم الإعلام. استهلّ الدكتور القيم الورشة بالحديث عن متغيرات الاتصال والإعلام، موضحًا مدى تأثير الإعلام في تشكيل الرأي العام وصناعة الوعي المجتمعي. كما تطرّق إلى الأخطاء الشائعة التي يرتكبها طلاب الإعلام في ممارساتهم الأكاديمية والمهنية، وأبرزها الاعتماد على الهاتف المحمول بدلًا من الحاسوب، مما يؤثر على جودة الإنتاج الإعلامي، بالإضافة إلى إهمال توثيق الملاحظات أثناء العمل الميداني، وهو ما يقلل من دقة المعلومات التي يتم جمعها. كما أشار إلى أهمية استهداف الفئات الصحيحة عند إنتاج المحتوى الإعلامي، حيث يؤدي سوء تحديد الجمهور إلى ضعف التأثير وفقدان الرسالة الإعلامية لقيمتها المرجوة. في المحور الثاني، تناولت الورشة المجريات التعليمية في مجال الإعلام، مع التركيز على المفهوم العلمي للعملية التعليمية وأهميتها في بناء منهجية أكاديمية رصينة. كما تم تسليط الضوء على مهارات الترميز الإعلامي، حيث أوضح الدكتور القيم كيف تسهم هذه المهارات في تحليل ونقل المعلومات الإعلامية بطريقة دقيقة ومنهجية، مما يعزز من جودة المخرجات الإعلامية ويرتقي بمستوى المحتوى المقدم عبر المنصات المختلفة. أما في المحور الثالث، فقد ناقش المحاضر الدور المحوري الذي تؤديه المنصات الرقمية في دعم العملية البحثية داخل الجامعات، مشيرًا إلى أهمية مراكز الأبحاث في تطوير المعرفة من خلال الاعتماد على خبراء متخصصين في مجالات متعددة. كما تم التطرق إلى الدور الذي تلعبه المجلات العلمية المحكمة في ضمان جودة الإنتاج الأكاديمي، حيث تخضع الأبحاث لمراجعة صارمة من قبل خبراء قبل نشرها، مما يضمن مصداقيتها وأثرها العلمي. وتناولت الورشة أيضًا مفهوم التجزئة الإعلامية، أي صوت الانتقال من نشر المعلومات العامة إلى التركيز على المحتوى المتخصص، وفقًا للفئات المستهدفة واحتياجاتها البحثية والإعلامية. كما تم تسليط الضوء على مفهوم "الحروب الناعمة"، ودور الإعلام الرقمي في توجيه الأفكار وصناعة الرأي العام بطرق غير مباشرة، وهو ما يستوجب من الإعلاميين تطوير قدراتهم في تحليل المحتوى الإعلامي والتعامل مع الخطابات الموجهة بوعي نقدي متقدم. في المحور الرابع، تم تناول أحد أهم عناصر العملية الإعلامية، وهو المُرسل، حيث أشار الدكتور القيم إلى أهمية قدرة الإعلامي على إيصال رسالته إلى مختلف الفئات الثقافية والاجتماعية، مع التأكيد على أن الرسالة الإعلامية الأكاديمية يجب أن تعبر بدقة عن الفكر العلمي، وأن تُصاغ بأسلوب احترافي يحقق أهدافها البحثية والتوعوية. وفي سياق متصل، تناولت الورشة مفهوم الإعلام الجامعي بوصفه أداة حيوية في دعم البحث الأكاديمي وتعزيز التفاعل المجتمعي مع المؤسسات العلمية. وقد تم تسليط الضوء على منهجية الرصد الإعلامي، باعتباره عملية تحرٍ منظمة تهدف إلى جمع وتحليل البيانات الإعلامية بطرق علمية، مما يمكن الجامعات من قياس تأثير رسائلها الإعلامية وتطوير استراتيجياتها في التواصل العلمي. أما في المحور الخامس، فقد ركزت الورشة على المنتج العلمي وأدواته، حيث استعرض الدكتور القيم ضوابط النشر الأكاديمي التي تضمن جودة الأبحاث وقابليتها للتداول العلمي. وقد شملت هذه الضوابط عدة معايير أساسية، منها طبيعة الرسالة العلمية، والهدف من نشرها، والمستمسكات المطلوبة، والأدوات المستخدمة في إيصالها. كما تمت مناقشة أهمية توقيت النشر، والتقنيات الحديثة المستخدمة في نشر الأبحاث، إلى جانب ضرورة التكرار المتعدد للرسائل العلمية لضمان انتشارها على نطاق واسع. كما تطرقت الورشة إلى آليات الأرشفة الأكاديمية ودورها في الحفاظ على المحتوى العلمي وتيسير الوصول إليه، بالإضافة إلى منهجيات قياس أثر الأبحاث العلمية على المجتمع الأكاديمي، وأهمية استدعاء الرسائل العلمية السابقة لتعزيز التراكم المعرفي والاستفادة من الدراسات السابقة في تطوير البحث العلمي. شهدت الورشة تفاعلًا كبيرًا بين الطلبة والأساتذة، حيث دار نقاش موسّع حول تحديات الإعلام الرقمي ودوره في دعم البحث الأكاديمي، إضافة إلى استراتيجيات تطوير المحتوى الإعلامي بما يتماشى مع المعايير العلمية الحديثة. وقد أثرت هذه النقاشات الفهم المشترك لأهمية الإعلام الرقمي في البيئة الأكاديمية، وعززت من وعي الطلبة بأهمية امتلاك المهارات التقنية والبحثية التي تواكب التطورات الراهنة في المجال الإعلامي. في ختام الورشة، شدّد الدكتور كامل القيم على ضرورة أن يسعى طلاب الإعلام إلى تطوير مهاراتهم في الترميز الإعلامي وتحليل البيانات، إلى جانب تعزيز قدرتهم على التعامل مع المنصات البحثية والاستفادة منها في إثراء إنتاجهم العلمي. كما أكد على أهمية بناء شراكات أكاديمية متينة بين الجامعات والمراكز البحثية، بما يسهم في إنتاج إعلام جامعي يتميز بالمصداقية، والاحترافية، والتأثير المستدام. ورشة "المجريات العلمية ومهارات الترميز المجتمعي عبر المنصات الرقمية" حققت عدة أهداف من أهداف التنمية المستدامة (SDGs): 1. الهدف 4: التعليم الجيد - من خلال تعزيز المهارات التقنية والبحثية للطلاب. 2. الهدف 9: الصناعة والابتكار - عبر استعراض التقنيات الحديثة في نشر الأبحاث. 3. الهدف 16: السلام والعدالة - بتعزيز التحليل النقدي وفهم دور الإعلام الرقمي في تشكيل الرأي العام. 4. الهدف 17: الشراكات من أجل الأهداف - من خلال تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث. الورشة ساهمت في تطوير المهارات الرقمية والأكاديمية ودعم البحث العلمي. #جامعة_المستقبل_نحو_جامعة_مستدامة #الإعلام_الرقمي #الترميز_المجتمعي #المنصات_الأكاديمية #تنمية_مهارات_الطلبة


الحالة : حضوري
مكان الدورة : قاعة الانشطة الطلابية